يتطلب تكوين الاستراتيجية المالية تخطيطاً دقيقاً، وأسساً قوية، وتعديلات مستمرة، سواءً أكنت تسعى للادخار من أجل التقاعد، أم سداد الديون، أم تحقيق الاستقرار المالي، فإن الاستراتيجية المالية الصحيحة هي وسيلتك لتحقيق أهدافك. سنناقش في هذه المقالة كيفية تكوين استراتيجية مالية قوية تساعدك على تحقيق أهدافك المالية وتأمين مستقبلك.
الاستراتيجية المالية هي خطة شاملة تحدد أهدافك المالية وتضع الخطوات المطلوبة لتحقيقها، فهي بمثابة إطار توجيهي لإدارة أموالك واتخاذ قرارات مالية حكيمة. يجب أن تكون الاستراتيجية المالية مصممة خصيصاً لتناسب احتياجاتك المحددة، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل دخلك ونفقاتك وديونك وأصولك وتطلعاتك المستقبلية.
الخطوة الأولى لتكوين استراتيجية مالية قوية هي تحديد أهدافك المالية، ويمكن أن تختلف هذه الأهداف بشكل كبير من شخص لآخر وقد تشمل:
من المهم أن تجعل أهدافك واضحة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وذات صلة، ولها إطار زمني، وذلك لتلاقي متطلبات الأهداف الذكية.
لتكوين استراتيجية مالية فعّالة، عليك أن تفهم وضعك المالي الحالي، ويتضمن ذلك دراسة دخلك ونفقاتك وأصولك والتزاماتك. لتقييم وضعك المالي عليك:
وضع ميزانية: تتبع دخلك ونفقاتك الشهرية لتكون على دراية بعادات الإنفاق لديك وتحدد المجالات التي يمكنك الادخار فيها أو الاستثمار فيها.
حساب صافي ثروتك: قم بإدراج جميع أصولك (مثل المدخرات والاستثمارات والممتلكات) واطرح منها التزاماتك (مثل المشتريات الضرورية والديون والقروض) لتحديد صافي ثروتك.
مراجعة تقرير الائتمان الخاص بك: تأكد من أن تقرير الائتمان الخاص بك دقيق ويعكس وضعك المالي الحالي، وقم بتصحيح أي تناقضات إذا لزم الأمر.
بمجرد أن يكون لديك فهم واضح لوضعك المالي، فقد حان الوقت لوضع الميزانية، والتي تعد أداة محورية لإدارة دخلك ونفقاتك بفعالية. فيما يلي بعض الخطوات لترسم ميزانية دقيقة:
حدد جميع مصادر دخلك: اشمل راتبك وأي دخل يأتيك من تأجير أو أرباح الأسهم أو أي مصادر أخرى.
تتبع نفقاتك: قم بتصنيف نفقاتك إلى ثابتة (مثل الإيجار أو الرهن العقاري) ومتغيرة (مثل البقالة والترفيه)، وحلل كيف تقوم بالإنفاق والأشياء التي تنفق عليها لتحديد المجالات التي يمكنك تقليلها أو الاستغناء عنها.
ضبط حدود الإنفاق: قم بوضع أهداف وأولويات مالية ثم خصص مبالغ محددة لكل منها، وتأكد من تخصيص بعض الأموال للمدخرات والاستثمارات.
المراقبة والضبط: راجع ميزانيتك بانتظام وعدّل عليها بحسب الحاجة، فقد تتغير ظروف الحياة، ويجب أن تتكيف ميزانيتك وفقاً لذلك.
يمكن أن يكون الدين عائقاً كبيراً أمام تحقيق أهدافك المالية. لإدارة الديون بحكمة:
إعطاء الأولوية للديون ذات الفائدة المرتفعة: التركيز على سداد الديون ذات أسعار الفائدة الأعلى أولاً، مع سداد الحد الأدنى من أقساط الديون الأخرى.
توحيد الديون أو إعادة التمويل: فكر في دمج عدة ديون لهذا فائدة عالية في قرض واحد منخفض الفائدة أو إعادة تمويل القروض الحالية بهدف الحصول على شروط أفضل.
تجنب تراكم ديون جديدة: قلل من النفقات غير الضرورية وتجنب استخدام بطاقات الائتمان في عمليات الشراء غير الضرورية.
ابحث عن قروض بشروط مواتية في حالات الطوارئ: إن القروض عنصر أساسي في العالم المالي ولا يمكن الاستغناء عنها بالكامل، خاصة إن واجهتك ظروف غير متوقعة. من المهم اختيار القروض التي تتوافق مع احتياجاتك، ففي حال تعرضت لظروف مالية مفاجئة، تقدم لك شركة المال للتمويل خيارات سُلف فورية تتراوح بين 60 و800 دينار أردني بفترات سداد تصل إلى 30 يوماً، وشروط سهلة، حيث ليس هناك حاجة لضمانات أو للخوض في تعقيدات طويلة.
يُعد الادّخار والاستثمار عنصرين أساسيين في أي استراتيجية مالية، فهما يساهمان في زيادة أموالك بمرور الوقت لتحقق أهدافك المالية على المدى الطويل. إليك بعض النصائح حول الادخار والاستثمار:
رسم خطة للادّخار: حدد المبلغ الذي تحتاج إلى ادّخاره كل شهر للوصول إلى جميع أهدافك، سواءً ذات المدى القصير أو المتوسط أو الطويل. قم أيضاً بأتمتة مدخراتك عن طريق إعداد تحويلات منتظمة إلى حسابات توفير.
تنويع محفظتك الاستثمارية: قم بتوزيع استثماراتك على فئات الأصول المختلفة لتقليل المخاطر، حيث يمكن أن يساعد التنويع في حماية استثماراتك أثناء تقلبات السوق.
مراقبة استثماراتك وضبطها: قم بمراجعة محفظتك الاستثمارية بانتظام للتأكد من أنها تتوافق مع أهدافك وقدرتك على تحمل المخاطر. قم بإجراء التعديلات حسب الحاجة.
لا ينبغي أن تكون الاستراتيجية المالية خطة ثابتة بشكل كامل؛ فيجب أن تتغير مع تغيرات حياتك. قم بمراجعة استراتيجيتك وتعديلها بشكل دوري لتتوافق مع أي تغيرات في الدخل أو تحولات في الأولويات. فكّر في طلب توجيه من مستشار مالي لكي تتأكد من أن استراتيجيتك تتفق مع أهدافك.